الجمعة، 5 يوليو 2013

هكذا يكون الأمير وهكذا تكون المعارضة .د محمد باسل الطائي‎.

من صفحة الدكثور محمد باسل الطائي على الفيس بوك.


بعد فتح العراق ظهرت مشكلة أمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وتلك هي أن أراض زراعية شاسعة قد أصبحت في فيئ المسلمين وعليه توزيعها على المقاتلين عملا بما عرفوه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. لكن عمر وبعد أن تأمل في الآثار السلبية لهذا الأمر وما سيؤدي اليه من خراب للإنتاج وربما للنفوس أيضا بعد أن يمتلك عدد صغير من الناس ناصية تلك الأراضي والبساتين الغناء، رأى أن يتم تحويل هذه الأراضي والبساتين الى ملكية الدولة وأن يبقى فلاحوها يعملون فيها على أن يدفعوا خراجها (إيجار ضمان) وبذلك تغتني ميزانية الدولة التي تنفق على المواطنين مسلمين وغير مسلمين. 
المعارضة والحاكم  في يومنا هذا.













لكن جماعة من المسلمين يقودهم بلال بن رباح (الحبشي) عارضوا عمر ووقفوا في وجهه فجمع عمر وجوه الصحابة الكرام وعرض عليهم رأيه. فطالبوه بدليل من القرآن لأن مقترحه هذا يخالف ما عرفوه من السنة النبوية في مثل هذا الشأن. لكن عمر لم يجد جوابا مباشرا من القرآن وصار يعرض رأيه بالحجة المنطقية والعقلية.. فصار المعارضة يهتفون: ياعمر يا معطل القرآن... لكن عمر وبدلا من أن يأمر بحبسهم أو جلدهم كان يرفع يديه الى السماء ويقول: اللهم اكفني بلالاً وصحبه. ثم يداول الأمر مع الصحابة الآخرين وسط ضجيج المعارضة. وفي اليوم الثالث جاء عمر الى المؤتمر وقال: وجدتها في كتاب الله في سورة الحشر فتلا عليهم الآيات (للْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ). قال عمر فمن هؤلاء؟ قال الصحابة: إنهم المهاجرون. ثم تلا الآية التي بعدها (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) قال فمن هؤلاء؟ قالوا: إنهم الأنصار. ثم تلا الآية (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) وقال عمر: فماذا عسانا نترك للذين يأتون من بعدنا إن نحن أكلنا الفئ كله اليوم؟ فقال الصحابة وفيهم رؤوس المعارضة الشرسة: الآن جئت بالحق ياعمر. إمض راشدا يرحمك الله.
 هكذا يكون الأمير وهكذا تكون المعارضة وهكذا يصل الجميع الى بر الأمان.
انت لست في صفي انت خائن.




















د محمد باسل الطائي‎ في رده على احد الاخواة في الفيس بوك قال : أنا ضد الحزبية والتحزب وأومن أن الإسلام دين وأمة وليس دين دولة ولا ينبغي زج الدين في السياسة. فبعد حكم الخلفاء الراشدين انفصل الحكم والسياسة عن الدين وصار للفقهاء ساحة يجتهدون فيها وللساسة والحكام ساحة يعملون فيها وكل ميسر لما خلق له.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More