الاثنين، 24 مارس 2014

رجل اجنبي في بريطانيا يعلم المسلمين دينهم !!!!!!!!!.



قرأتُ على بروفايل أحدهم أن داعية إسلامي كان في بريطانيا في أحد المعارض التي تعرف بالإسلام .. و التقى رجلاً اعتقد من هناك و لا يدين بالاسلام فأراد الداعية أن يعرفه بالدين ليجد ذات الرجل يعرف الإسلام بسماحته و خيره و مميزاته .. و أنه يعاتب على المسلمين تمثيلهم لدينهم الحنيف .. هه بل و راح هو يدعوهم للتشبت بتعاليم القرآن و يصفه أنه عظيم لكي يدخل الناس في الإسلام أفواجاً .. قصة تأثر لها جمعٌ من الناس لأقول لهم إنها تبدو غير متماسكة و بعيدة عن المنطق العقلي .. و عن الحبكة الروائية .. ففضلاً على أن أسلوب الحوار و طريقته بدائية كموضوع إنشاء تلاميذ الإعدادي ( أذكر أن أسلوبي في مرحلتي الإعدادية كان أقوى ربّما ) و الأفكار التي طُرحتْ مُستهلكة مراراً في المقالات و الكتب و البرامج الدعوية ( أن المسلمين بعيدون عن دينهم و يتناقض لديهم إسلام النص و إسلام المعاملات أو السلوك ) .. فقد وجدتُ برادوكساً غريباً في القصة .. فقد بدا الأجنبي محروقاً على الدين الإسلامي و يُقرّ بأنه حق و أن فيه صلاح الناس و البشرية و يعاتب على المسلمين .. و الإنسان بما بدا له حق أولى .. كيف لم يعانق هذا الرجل الإسلام !! ثم يعطي خطة عمل للمسلمين للزيادة من أعدادهم و نجاح دعوتهم و هذا كذلك أمرٌ لا يدخل العقل و لا يصدّقه فطين .
لم يزعجني في القصة شيء .. فهذا النوع من الخطابات الدعوية صار مُبتذَلاً و مكشوفاً و مُقَزّزاً .. عبارته الأخيرة أثارت فيّ نوعاً من الازدراء و هي: قوية ... لكنها الحقيقه المره . فعلا انها مخجله للأسف !! هذا خطاب عاطفي يلعب على تحسيس الناس بالذنب و التعاسة و الحسرة على حالهم و لا يقدّم حلولاً .. لكن ما أزعجني هو أن الناس لا زالوا يتفاعلون مع مثل هذه الخطابات .. و يقعون ضحايا لها مهملين عقولهم و مستخفين بذكائهم .. أنا شخصيّاً لا أتعامل و لا أتعاطى و لا أتفاعل مع مثل هذه القصص و لو كانت صحيحة .. لا أنتظر َمثَلاً يعني ( على طريقة حكيم ) إذا صحت القصة أن يأتي رجلٌ أجنبي ليريني حال أمتي فيصيبني الهلع و الصدمة و الحزن الشديد .. فكل شيء واضح وضوح الشمس في يوم جميل ( على طريقة بلخياط ) الأمة الإسلامية تعيش انفصاماً .. قتل .. تكفير.. فتاوى مرعبة .. فتاوى تافهة .. جهل.. الخ .. لكننا نتفاعل مع الحكاية في دراميتها .. يآآآآه إن حالنا تصعب على الكافر .. هذا هو مضمون القصة .. و هذا هو ما أثار الناس فيها .. ففي استراتيجيات العقل .. فكرة هذا المثال راسخة في العقل الباطن .. و قد استحضر العقل الشعور بأحاسيسه و انفعالاته تجاه المثال ذاته في القصة .. مما حمل الناس على التعاطف معها و التعاطي معها بنوع من التصديق .. أرأيتم كيف يتم التعامل مع عقولكم دون علمكم .
الشخص الذي تكلمتُ عن قصته لا أحسبه كارهاً للخير .. بل لعل من إفراط حبه للخير و الدين صار عاطفياًّ أكثر .. أقفل على عقله و بصره و اكتفى بالسمع و الطاعة .. لا يناقش و لا يجادل .. يعتبرهما تنقيصاً من تدينه ربّما .. لكننا نفعل .. و نعتبره الطريق نحو الحقيقة .. لا يوجد شيء اسمه الجلوس في مكانك و تنشر بعض القصص الدرامية على أنها واجب ديني .. بل الغوص في أغوار العلم و إرهاق النفس بالبحث .. و قهر العقل بالسؤال .
المستقبل للنابهين .. المستقبل للأحرار .. المستقبل للمثقفين .. المستقبل ليس للحمقى .. ليس للعبيد .. و ليس للتافهين .


*بقلم...

Ezel Karaeski

 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More