علينا إعادة التفكير فيما تعلّمنا و ما اعتقدنا .
بالصدفة في احدى المقاهي (مع أنّي لا أرتاد المقاهي إلاّ نادراً) في مدينة إيمنتانوت بالمغرب قابلتُ صديقا لي هو أستاذ في مادة الفلسفة و دار بيننا نقاش فلسفي في مجموعة من المواضيع ... من بين ما ناقشناه بعض افكار * ماكس فيبر* و *ميشال فوكو * و *كارل ماركس * و غيرهم ... لكنّي و لحبّي و اعجابي الكبيرين بالعالم العربي المسلم * أبو حامد الغزالي * طرحت ُ بعض افكاره ... و كيف تأثر بها الغرب ... و كيف تبنّاها * رينيه ديكارت * ... مما أثار دهشة صديقي الأستاذ الذي و بكل تواضع أخرج ورقة و قلم و دوّن افكارا ممّا قلتُ ... و قال عبارة أعجبتني فيه كشخص متواضع هي في الأصل درس و منهج يجب أن نسير عليه كلنا ... إذ قال : يجب أن أعود و أعيد النظر في الفلاسفة العرب و المسلمين ... و كأنّه يقول إن العلم و المعرفة لا يتوقف و ليس حبيس ما دُوِّنَ و عُلّمَ و لُقّنَ ... و إلاّ فكيف أمكنني أنا الانسان العادي البسيط في اختصاصي البعيد عن الفلسفات و الأفكار و النظريات أن أثير انتباه استاذ فلسفة إلى أشياء لم ينتبه لها ... كذلك يريد صديقي أن يقول إن ما كان يبدو لنا مسلما و بديهيا و قطعيّا في زمن ما ... لم يكن كذلك و إنّما نحن من دمّرنا عقولنا و أوقفناها عن العمل و جعلناها اتكالية تحفظ و تبتلع و تتبنى ما كان و ما قيل و ما نقل ... و لم نكلف أنفسنا عناء البحث و التجديد ... فلو آمن * البرت اينشتاين * بكل ما في الفيزياء الكلاسيكية التي جاء بها السير* اسحاق نيوتن* لما كانت *النسبية * و لو آمن *ماكس بلانك * و *شرودنجر * و *هيزنبرغ* و غيرهم بالنسبية ... لما رأينا هذا الابهار العلمي المسمى * فيزياء الكم * أو *ميكانيكا الكم* the quantem physics ... و لم لم يكن هذا التعارض لما شهدنا هذا الزخم العلمي .. و هذا الموروث الثقافي الفكري الفلسفي ... و إعادة النظر و قد يصدمكم هذا الكلام ... يجب أن تعاد في طريقة العيش و التعاملات و السير في الحياة ... و في الجانب الديني ... فهذا الجانب الحساس تعرض لتشويش كبييييير ... و صار الانسان منّا لا يعرف في دينه كوعه من بوعه ... يخلط الحابل بالنابل .
أنا في نظري و أقولها صريحة ... إنسان لا يعيش بهذه المبادئ فهو عقيم .. هو فلاة ... هو فرية ... أعيدوا النظر ... جددوا حياتكم و افكاركم ... المستقبل للنابهين ... المستقبل للمثقفين ... ليس للكسالى ... ليس للتافهين .