الأربعاء، 26 يونيو 2013

الغياب الثقافي و تراثنا ل د محمد باسل الطائي

تراثنا :

في تراثنا، وكما هو الحال في تراث جميع الامم، هنالك المليح وهنالك العاطل، هنالك المفرح وهنالك المحزن، هنالك المشرق وهنالك المظلم. لكننا حين نستذكره التراث ومشاهد التاريخ فإنما ينبغي ان نذكرها للعبرة والفائدة لا للتشهير والتجريح. فليس من مفيد القول التشهير بالباطل والعاطل من ماضينا ما لم تكن هنالك حصيلة للعبرة أو فائدة مرجوّة. وإلا فلا يكون الغرض من ذكر المثالب إلا الغيبة والتجريح والنميمة المؤجلة التي فات وقتها. وهذه لا تورث إلا الفرقة والشقاق. الحرص على إبراز ما هو جميل في التراث افضل وأعم في الفائدة من إبراز ما هو قبيح. وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.

اضغط د محمد باسل الطائي على الفيس بوك             















الغياب الثقافي :

من سمات تخلفنا غياب الحوارات الثقافية الجادة أو ضعفها. فأحدنا يؤلف كتابا في مسائل ثقافية جادة ثم لا تجد من يكتب عن كتابه ولا من يراجعه إلا ما نجده لماماً من مجاملات صحفية إذ يتم نشر ملخص عن الكتاب ببضع عبارات تكيل المديح دون تحليل ولا نقد. وقيمة العمل الفكري في انتشاره ونقده وتداوله. لذلك تضيع أفكار عظيمة ونظريات ثرية في عالمنا. لكن في الغرب تعتبر مراجعة الكتب ونقدها واجبا ثقافيا مهماً يحرص عليه أكبر المفكرين والكتاب ويؤشر لهم في إنجازاتهم. وحين يلقي أحد المفكرين لديهم محاضرة أو يسوّق لفكرة تجد العشرات من الكتاب والمفكرين ينبرون لنقاشها وإظهار مواضع القوة فيها ومواطن الضعف في عمل ثقاغي آخر رصين... لكننا هنا غائبون عن كل هذا في سبات فكري وتيه ثقافي وإنقطاع حضاري لا مثيل له إلا في أمم ضائعة.


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More