السبت، 23 نوفمبر 2013

هل أنتَ متجدّد فكريّاً !!

تقدّمٌ دائم
خلايا الجسم في تجدّد .. نسيت الإحصائية لكن المهم هو بعد مضي أشهر ستصير أنتَ مادّيّاً شخصاً آخر .. كل ما فيك جديد .. ماذا عن الفكر !! هل أنتَ متجدّد فكريّاً !! مع ماذا كنتَ و مع ماذا أصبحت !! ماذا عن مستواك !!
إذا لم تحسّ بهذه الفروق فأنتَ خارج اللعبة في نظري و عليك إعادة صياغة الخطة .. هذا إذا كانت لديك خطة .. إذا لم تكن فأنتَ ضمن مخططات الآخرين .. عليك أن تعيد النظر في نهجك و أسلوبك .. إذا لم ترفع من مستواك و بقيت في مكانك فأنت تتراجع نحو الخلف (نسبية انشتاين ) لأن العالم حولك يمضي بسرعة و يتجدّد .. أنت في سرعته إذن أنت ثابت .. أنت ثابت إذن أنت تتراجع .. في هذه الحالة راتبك يجب أن يتضاءل كذلك لأنك لم تتطور مع الزمن .. معارفك إذا مرّت سنة و وبقيت هي هي فهذه كارثة أنت في تاريخ و معارفك توقفت في تاريخ قبل سنوات .
في ما مضى كنتُ أخجل من نفسي عندما أقرأ شيئاً كتبتُه منذ مدّة وصار يبدو لي رذيئاً (مع العلم أن ما سبق لي و كتبته في آنه كان إنجازاً و نوعاً من النبوغ و العبقرية ) الآن هذا الأمر يروقني كثيراً .. فقد أدركتُ أن معناه أني أتفوق على نفسي مع مرور الزمن .. كذلك بالنسبة للعلماء و الأساتذة .. كثير من العلماء شكّلوا بدايتي الفكرية الآن قد لا أستمع لهم أو أستمع لهم بمنظور أكثر عمقاً .. كنتُ قد قابلتُ معلّماً كان بمنزلة الأب لي في مرحلتي الابتدائية .. هو في الخمسينات و قد صار مديراً حاورته في مواضيع فافتخر بي كوني كنتُ تلميذه و صرّح لي أنّي أفوق أساتذة مؤسسته مجتمعين .. و هذا طبعاً مبالغة منه كونه يحبّني .. مع أنه نفس ما صرح به أستاذ في الثانوية لي بقوله إن مستواي اللغوي و الأدبي (مع أني كنت علميّاً) أكثر قوة و إحكاماً و رسوخاً من أساتذة اللغة الحاصلين على الماستر الذين تمّ تعيينهم في نفس الثانوية.
أن تحسّ أنك في تجدّد و تقدّم و أنه لا يمرّ يومٌ إلا و قد نلتَ منه نصيباً مما جاد به من خيرات شيءٌ جميل .. يبعث في النفس أريحية و صفاء و رضىً .. و يجعلك من المستثمرين الجيدين للأوقات و لو نسبيّاً .. و كما ورد في الأثر أنّه كل يوم تطلع فيه شمس إلا و نادى ( و في رواية ملك أو ملكان ) : يا ابن آدم .. أنا خلق جديد .. و على عملك شهيد فاغتنم منّي خيراً فإنّي لا أعود إلى يوم القيامة .

Ezel Karaeski

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More